إدراج أكثر من 3000 كتاب إسلامي بأكثر من 30 لغة. اقرأ عبر الإنترنت أو قم بتنزيله بصيغة PDF.
أخي الحبيب: أَرَأَيْتَ؟ أَنّ الله تعالى، إذا غَضِبَ على عبدٍ، عَذَّبَه باليسير، نسألُ اللهَ عزّ وجلّ أن يَرْحَمَنا ويَغْفِرَ لنا من غَيْرِ حِساب بِجَاهِ النبي الأمين صلّى الله تعالى عليه وآله وسلّم.
[٢]: كان سيدُنا الحارِثُ الْمُحَاسِبي رحمه الله تعالى، يقول: بَلَغَنا أنّه تابَ كَيّالٌ عن الكَيْل، وأَقْبَلَ على عِبَادَةِ ربِّه عزّ وجلّ، فلمّا مات رَآه بعضُ أَصحَابه في الْمَنام، فقالوا له: ما فَعَل اللهُ بِكَ يا فُلانُ؟ قال: أَحْصَى علَيَّ خَمسَةَ عَشَرَ قَفِيزاً، من أَنْواعِ الْحُبُوْب، التي كنتُ أَكْتَالُها، فقالوا له: كيف ذلك؟ قال: كنتُ أَغْفُل عن تَعَاهُد الكَيْل بالنَّقْصِ من الغُبار، فيتَرَاكَمُ في قَعْرِه التُّرَابُ، فكانت كُلُّ كَيْلَةٍ تَنْقُصُ بقَدْرِ ما في القَعْر من التُّرَاب[1].
[٣]: وكذلك وَقَعَ لشَخْصٍ، كان لا يَتَعاهَدُ المِيْزانَ بمَسْحِها من الغُبَار، فكان يُعَذَّبُ في قَبْره ويَسْمَعُ الناسُ صِيَاحَه في القبر، حتّى شَفَعَ فيه بَعضُ الصَّالحين رَحِمَهُم الله تعالى[2].
فلْيَأْخُذ الدُّرُوْسَ، والْعِبَر من هذه القصّةِ، مَنْ يُطَفِّفُ الْمِكْيَالَ وَالْمِيْزَان بالزِّيَادَةِ والنُّقْصَان فإنّ كَسْبَ الْحَرَام خَسَارَةٌ عظيمةٌ لا رِبْحَ فيه للعَبْد أبَداً، وقد يُصْرَفُ المالُ الْمُكْتَسَبُ من الحرام، في مُعَالَجةِ
موضوع الكتاب
موضوع الكتاب