إدراج أكثر من 3000 كتاب إسلامي بأكثر من 30 لغة. اقرأ عبر الإنترنت أو قم بتنزيله بصيغة PDF.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسوله محمد وآله وصحبه أجمعين, أمّا بعد! فإن علم الحديث الشريف أشرف العلوم وأجملها بعد علم القرآن الكريم الذي هو أصل الدين, وعلم الحديث هو المصدر الثاني للتشريع الإسلامي, ولذلك بذل علماء هذه الأمة قصارى جهودهم لصيانته وحفظه ونشره والدفاع عنه, وقطعوا الصحارى والمغاوز لطلب هذا العلم, ورحلات العلماء مذكورة في كتب التاريخ والسير, ولا يستطيع أحد أن ينكر أن السُـنَّة قد لقيت من السلف إلى الخلف عناية تامة بعد كتاب الله العزيز, واستخدمت لحفظها جميع الوسائل من الكتابة والحفظ بصورة لا نظير لها في تاريخ الأمم والحضارات حتى صار ليلها كنهارها.
ولما تمَّ تدوين السُنَّة وجمعها وتميَّز صحيحها من غيره، فقد قام علماؤنا لتدوين قواعد علميَّة دقيقة للرواية والأخبار, بل كانوا رحمهم الله أوَّل من وضع هذه القواعد على أساس علمي لا مجال بعده للحيطة.
وابتداء تدوين علوم الحديث في أبواب وبعض أنواع منها أثناء المئة الثالثة, ولما كانت المئة الرابعة, ونضجت العلوم واستقر الاصطلاح، ألّف القاضي أبو محمَّد الحسن بن عبد الرَّحمن بن خلاد الرَّامَهُرْمَزِي المتوفّى سنة ٣٦٠هـ) كتابه "المحدِّث الفاضل بين الراوي والواعي" وجمع فيه كثيراً من أنواع علوم الحديث لكنَّه لم يستوعب أبحاث المصطلح كلَّها ثمَّ توسعوا في ذلك حتى ظهر البحث في علوم كثيرة تتعلَّق بالحديث من ناحية ضبطه، وكيفية تحمله وأدائه، ومعرفة ناسخه ومنسوخه وغير ذلك، ثم تطور الأمر, وألَّفوا مؤلَّفات في علوم الحديث. وما التي بين أيدينا قد نظمها العلاَّمة الشيخ عبد الحق المحدِّث الدِّهلوي رحمة الله عليه في أصول الحديث، وجمع فيها ما اشتهر من العلوم الحديثية يحتاج إليها المبتدي ولا يستغني عنها المنتهي، وذكر فيها تعاريفَ مهمَّة، لا بدَّ لطالب علم الحديث من ملاحظتها، وأنواعاً بغير تطويل ونكتاً مفيدةً وفوائدَ كثيرةً فجزاه الله تعالى عن المسلمين خير الجزاء، وأفاض عليه رحمته السحاء. وأخيراً نسأل الله عزَّوجل أن ينفع بهذه سائر الأصحاب ويجعل عملنا صالحاً ويوفِّقنا لاتِّباع كتابه وسنَّة رسوله. آمين بجاه سيد الأنبياء والمرسلين.
موضوع الكتاب
موضوع الكتاب