Book Name:Maktoob-e-Attar

الله تعالى عليه وآله وسلّم: «إِنّ الصّائِمَ تُصَلِّي عليه الْمَلائِكَةُ إذا أُكِلَ عِنْدَه، حَتّى يَفْرَغُوا»([1]).

دَخَلَ بلالٌ عَلَى رَسُولِ اللهِ وهُو يَتَغَدَّى، فَقالَ رَسُولُ اللهِ صلّى الله تعالى عليه وآله وسلَّم: «الْغَداءَ يا بِلالُ»، قالَ: إِنِّي صائِمٌ يا رسُولَ اللهِ، قالَ: فَقالَ رسولُ اللهِ صلّى الله تعالى عليه وآله وسلَّم: «نَأْكُلُ رِزْقَنا وفَضْلُ رِزْقِ بلالٍ فِي الجنّةِ، أَشَعَرْتَ يا بلالُ, إنّ الصّائِمَ يُسَبِّحُ عِظامُه، ويَسْتَغْفِرُ لَهُ الْمَلائِكَةُ ما أُكِلَ عِنْدَهُ»([2]).

قال الشيخ المفسر المفتي أحمد يار خان النعيمي رحمه الله تعالى: علمنا من الحديث الشريف أنّه يسنّ لمن يأكل الطعام أن يدعو إلى الطعام من حضر عنده حال الأكل، لكن... يدعوه بنية صادقة فلا يظهرْ تواضعا كاذباً, ولا يقول المدعو كاذبا: لا أشتهي الطعام؛ لئلا يجتمع الجوع والكذب, فإن (لم يشته أو) وجد الطعامَ قليلا فليقل: بارك الله.

وعلمنا أيضا أنه لا ينبغي لأحد أن يخفي عبادته عن رسول الله صلّى الله تعالى عليه وآله وسلَّم، بل يظهر عبادته ليصبح شاهداً عليها, وهذا الإظهار ليس برياء, (وقولُ رسُول الله صلّى الله تعالى عليه وآله وسلَّم: «نَأْكُلُ رِزْقَنَا» معناه): نأكلُ رزقَ الله الذي أعطانا الآن، ويأكل بلال في الجنة وله رزق فاضل على ما نأكلُ جزاء له على صومه، فهذا الحديث على ظاهره، وعظام الصائم تسبّح ما دام يؤكل عنده وهو لا يَعْلم بذلك، ولكن النبي صلّى الله تعالى عليه وآله وسلّم يسمعُ ذلك([3]).

ومن قرأ هاتين الرسالتَين "ردّ الكفن" و"شهر الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم" في السابق أو لم يقرأ فليقرأهما، وليقرأ باب "نفحات رمضان" من كتاب "نفحات السنة"، وإن أمكن أن يوزّع سبعا وعشرين كتيّبا دينيّاً أو سبعا وعشرين ومئة كتيّب دينيّ وكتابَ "نفحات رمضان" فليفعل ذلك وسيحصل على الثواب الجزيل.

وأطلبُ من جميع الإخوة الأحباء والمدرسين والطلاّب في مدارس المدينة وجامعات المدينة: أن يبذلوا جهودهم في جمع الزكاة والصدقات وجمع جلود الأضاحي في شهر ذي



([1]) "سنن الترمذي"، ٢/٢٠٥، (٧٨٥).

([2]) "شعب الإيمان" للبيهقي، ٣/٢٩٧، (٣٥٨٦).

([3]) "مرآة المناجيح" للنعيمي, ٣/٢٠٢.