إدراج أكثر من 3000 كتاب إسلامي بأكثر من 30 لغة. اقرأ عبر الإنترنت أو قم بتنزيله بصيغة PDF.
جاءهم رجل عليه طمران خَلقان فصلى ركعتين أوجز فيهما ثم بسط يديه فقال: يا رب أقسمت عليك إلا أمطرت علينا الساعة فلم يرد يديه ولم يقطع دعاءه حتى تغشت السماء بالغمام وأمطروا حتى صاح أهل المدينة من مخافة الغرق، فقال: يا رب! إن كنت تعلم أنهم قد اكتفوا فارفع عنهم، فسكن، وتبع الرجل صاحبه الذي استسقى حتى عرف منزله ثم بكر عليه فخرج إليه فقال: إني أتيتك في حاجة فقال: ما هي؟ قال: تخصني بدعوة قال: سبحان الله! أنت أنت[1] وتسألني أن أخصك بدعوة! ثم قال: ما الذي بلغك ما رأيت؟ قال: أطعت الله فيما أمرني ونهاني فسألت الله فأعطاني.
وقال ابن مسعود :كونوا ينابيع العلم، مصابيح الهدى، أحلاس البيوت، سرج الليل ،جرد القلوب[2]، خلقان الثياب، تعرفون في أهل السماء وتخفون في أهل الأرض. وقال: أبو أمامة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يَقُوْلُ اللهُ تَعَالى: إِنَّ أَغْبَطَ أَوْلِيَائِيْ عَبْدٌ مُؤْمِنٌ خَفِيْفُ الْحَاذِ[3] ذُوْ حَظٍ مِنْ صَلاَةٍ أَحْسَنَ عِبَادَةَ رَبِّهِ وَأَطَاعَهُ فِيْ السِّرِّ وَكَانَ غَامِضًا فِي النَّاسِ لاَ يُشَارُ إِلَيْهِ بِالأَصَابِعِ ثُمَّ صَبَرَ عَلى ذَلِكَ)) قال :ثم نقر رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده فقال: ((عُجِّلَتْ مَنِيَّتُهُ وَقَلَّ تُرَاثُهُ وَقَلَّتْ بَوَاكِيْهِ[4]))[5]وقال عبد الله بن عمر رضي الله تعالى عنهما: أحب عباد الله إلى الله الغرباء، قيل: ومن الغرباء؟ قال: الفارون بدينهم يجتمعون يوم القيامة إلى المسيح عليه السلام.
وقال الفضيل بن عياض : بلغني أن الله تعالى يقول في بعض ما يمن به على عبده: أَلَم أنعم عليك؟ أَلَم أسترك؟ أَلَم أخمل ذكرك؟. وكان الخليل بن أحمد يقول: اللّهم اجعلني عندك من أرفع خلقك واجعلني عند نفسي من أوضع خلقك واجعلني عند الناس من أوسط خلقك. وقال الثوري: وجدت قلبي يصلح بمكة والمدينة مع قوم غرباء أصحاب قوت وعناء، وقال إبراهيم بن أدهم: ما قرت عيني يوماً في الدنيا قط إلا مرة بت ليلة في بعض مساجد قرى الشام وكان بي البطن فجرني المؤذن برجلي حتى أخرجني من المسجد. وقال الفضيل: إن قدرت على أن لا تعرف فافعل، وما عليك أن لا تعرف؟ وما عليك أن لا يثنى عليك؟ وما عليك أن تكون مذموماً عند الناس إذا كنت محموداً عند الله تعالى؟.
[1] يشار به إلى نعوت من المدح. [علمية]
[2] أي مجردين قلوبكم عن غير الله تعالى فلا يخطر فيها ما يشغل عنه تعالى.(اتحاف)
[3] أغبط أوليائي: أي أحسن هم حالا وأفضلهم مآلاً، خَفِيْفُ الْحَاذِ: أي خفيف الحال الذي يكون قليل المال وخفيف الظهر من العيال، غَامِضًا فِي النَّاسِ: أي خاملاً خافياً غير مشهور في الناس. (مرقاة المفاتيح، كتاب الرقاق)
[4] عجلت منيته: أي سلت روحه بالتعجل لقلة تعلقه بالدنيا وغلبة شغفه بالآخرة وقل تراثه وقلت بواكيه: أي لقلة عياله وهوانه على الناس وعدم احتفالهم به. (فيض القدير)
[5] …سنن الترمذي، كتاب الزهد، باب ماجاء في الكفاف والصبرعليه ، الحديث :۲۳٥٤، ٤/۱٥٥.
موضوع الكتاب
موضوع الكتاب