فصل حرف التوقع

عناية النحو على هداية النحو

کتاب میں نتائج:

يذهب

قوماً: ½هلاّ زيداً¼ أي: هلاّ ضربت زيداً، وجميعها^([1])مركّبة جزؤها الثاني حرف النفي والأوّل حرف الشرط أو الاستفهام أو حرف المصدر، ولـ½لولا¼ معنى آخر^([2])هو امتناع الجملة الثانية لوجود الجملة الأولى نحو: ½لولا علي لهلك عمر¼، وحينئذ^([3])تحتاج إلى الجملتين أولاهما اسميّة أبداً. فصل: حرف التوقّع^([4])½قد¼ وهي في الماضي لتقريب الماضي إلى الحال نحو: ½قد ركب الأمير¼ أي: قُبيل هذا، ولأجل ذلك^([5])سُمّيت ½حرفَ التقريب¼ أيضاً، ولِهذا تلزم الماضي ليصلح أن

([1]) قوله: [جميعها] أي:جميع هذه الحروف مركّبة من الجزئين جزءها الثاني حرف النفي في جميعها،

والجزء الأوّل حرف الشرط في بعضها وهو ½لَوْلاَ¼ و½لَوْمَا¼ أو حرف الاستفهام في بعضها وهو ½هَلاّ¼

أو حرف المصدر في بعضها وهو ½أَلاّ¼.

([2]) قوله: [معنى آخر] سوى التحضيض وهو امتناع الجملة الثانية لوجود الجملة الأولى نحو: ½لولا عليّ لهلك عمر¼، أي: لولا عليّ موجوداً لهلك عمر، ففيه إشعار بالوجود، والفارق بين ½لَوْلاَ¼ هذه و½لَوْلاَ¼ للتحضيض أنك إذا قلت: ½لولا ضربت زيداً¼ تمّ الكلام، وإذا قلت: ½لولا علي¼لم يتمّ الكلام حتّى لم تقل: ½لهلك عمر¼.

([3]) قوله: [حينئذ] أي: حين إذا كانت ½لولا¼ للمعنى الآخر تحتاج إلى الجملتين أولاهما اسميّة أبداً اسميّة كانت الثانية أو فعليّة، وهذا إذا قدّر خبر المبتدأ الّذي بعد ½لولا¼ كما هو مذهب البصريّين، وأمّا على قول الكسائي فالاسم بعدها فاعل لفعل مقدّر كما في ½لولا علي لهلك عمر¼ فـ½لولا¼ على هذا وإن تحتاج إلى الجملتين لكن لا يكون أولاهما اسميّة، وقال الفرّاء: لولا هي الرافعة للاسم الّذي بعدها. "ي".

([4]) قوله: [حرف التوقّع] سمّيت ½قَدْ¼ بها؛ لأنّه يخبر بها لمتوقّع الإخبار أي: يكون مصدره متوقّعاً قبل الإخبار للمخاطب واقعاً في الزمان الماضي القريب كما تقول لمن يتوقّع ركوب الأمير: ½قد ركب¼ أي: حصل عن قريب ما كنت تتوقّعه وهو ركوب الأمير، ومنه قول المؤذّن: ½قد قامت الصلاة¼ أي: حصل عن قريب ما كنت تتوقّعه وهو قيام الصلاة. "ي" وغيره.

([5]) قوله: [لأجل ذلك] أي: لأجل كون ½قَدْ¼ في الماضي لتقريب الماضي إلى الحال سمّيت ½حرف

التقريب¼ أيضاً، ولهذا أي: لأنّ ½قَدْ¼ في الماضي لتقريبه إلى الحال تلزم ½قد¼ الماضيَ ليصلح الماضي أن يقع حالاً؛ لأنّ الماضي الواقع حالاً سابق على زمان العامل فإنّك إذا قلت: ½جاء زيد ركب أبوه¼ كان الركوب مقدّماً على المجيء وقد منع اختلاف الحال والعامل زماناً، فالتزمت ½قَدْ¼ المقرّبة

للماضي إلى الحال لتقريبه إلى زمان العامل فيتّحد زمانهما حكماً؛ لأنّ القريب من الشيء يعطى حكمه.