إدراج أكثر من 3000 كتاب إسلامي بأكثر من 30 لغة. اقرأ عبر الإنترنت أو قم بتنزيله بصيغة PDF.
يعفو ويصفح، وما ضرب بيده أحداً قطّ إلاّ أن يضرب بها في سبيل الله تعالى، ويضحك من غير قهقهة، ومن سأله حاجة لم يردّه إلاّ بها، وما استصفاه أحد، إلاّ ظنّ أنّه أكرَم الناس عليه، ومجلسه مع ذلك مجلس حياء، وتواضع، وأمانة، ولا ينتقم لنفسه، ولا يثبت بصره في وجه أحد ويغضّ من البصر دائماً، وكان أشدّ حياء من العذراء، وكان من خلقه أن يبدأ من لقيه بالسلام، وكان أكثر ما يجلس مستقبل القبلة، وكان أجود الناس وأسخاهم وكان إذا استقبله الرجل فصافحه، لا ينزع يده من يده، حتّى يكون الرجل ينزع ولا يصرف وجهه عن وجهه حتّى يكون الرجل هو الذي يصرفه، يتكلّم كلاماً ليناً، يقول رسول الله صلّى الله تعالى عليه وآله وسلّم: «إنّ شرّ الناس منزلة عند الله يوم القيامة من ودعه أو تركه الناس اتقاء فحشه»([1])، وكان يتكلّم بجوامع الكلم، لا فضول ولا تقصير، كأنّه يتبع بعضه بعضاً بين كلامه توقف، يحفظه سامعه ويعيه،