إدراج أكثر من 3000 كتاب إسلامي بأكثر من 30 لغة. اقرأ عبر الإنترنت أو قم بتنزيله بصيغة PDF.
وقد اختلف العلماء في قبول رواية المدلّس، فذهب فريق من أهل الحديث[1]والفقه إلى أنّ التدليس جرح، وأن من عرف به، لا يقبل حديثه مطلقاً، وقيل: يقبل، وذهب الجمهور إلى قبول تدليس من عرف أنه لا يدلس إلاّ عن ثقة كـ½ابن عيينة¼[2]وإلى ردّ من كان يدلس عن الضعفاء وغيرهم حتى ينصّ على سماعه بقوله: ½سمعت¼ أو ½حدثنا¼ أو ½أخبرنا¼.
والباعث على التدليس قد يكون لبعض الناس غرض فاسد، مثل إخفاء السماع من الشيخ لصغر سنه أو عدم شهرته وجاهه عند الناس.
[1] قوله: [أهل الحديث] من اشتغل بالسنة, وهم أئمة الحديث كـ½الإمام البخاري¼ و½الإمام المسلم¼, وليس المراد هنا بـ½أهل الحديث¼ فرقة من المبتدعة طائفة من أعداء التقليد للأئمة الأربعة في شبه القارة الهندية الباكستانية يسمون أنفسهم المؤحّدين، وينكرون فضائل الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، وتصرفات الأولياء الكاملين والأئمّة المجتهدين رحمهم الله المبين، حتى قال إمامهم النواب صديق حسن خان البوفالي: إنّ الإمام أباحنيفة لم يكن عالماً حق العلم بلغة العرب ولسانهم. ("أبجد العلوم", ٣/١٢٢) ويحكمون على عامة المسلمين بالكفر والشرك، وفي هذا الزمان ينتحلون بمذهب الشيخ عبد الوهاب النجدي لجلب المنافع المادية، وهم يتحاشّون عن الانتساب إلى إمام من الأئمة الأربعة ويسميهم أهل السنة والجماعة غير المقلدين.
[2] هو أبو محمد سفيان بن عيينة بن ميمون الكوفي المكّي (ت١٩٨هـ).كان حافظاً ثقة، واسع العلم كبير القدر، قال الشافعي: ½لولا مالك وسفيان لذهب علم الحجاز¼. قال علي بن حرب: ½كنت أحب أن لي جارية في غنج ابن عيينة إذا حدّث¼، من كتبه: "الجامع" في الحديث، و"كتاب في التفسير". ("الأعلام"، ٣/١٠٥, "هدية العارفين، "٥/٣٨٧).
موضوع الكتاب
موضوع الكتاب